في السنوات الأخيرة ، أصبح سوق العملات الرقميه محرك أساسي في السوق الاقتصادية العالمية .
تطور مجال العملات الرقمية ، و أخذ في الانتشار بنسق متسارع .
وثق العديد من المستثمرين و المستخدمين بالعملات الرقمية ، حتى أن العديد من الشركات و كبار المستثمرين و حتى بعض الدول قاموا بضخ مليارات دولارات في هذه السوق .
مع إستمرار تقدم و تطور هذه التكنولوجيا الجديدة ، يحاولون المحتالين استغلالها في تحقيق أهدافهم .
تمتلك العملات الرقمية مزاياكإخفاء هوية المتعاملين و سرعة إجراء المعاملة ، من سوء الحظ ،تمنح هذه المزايا المحتالين فرصة لتنفيذ أهدافهم الغير المشروعة .
لم يخلو تاريخ العملات الرقمية من الجرائم غير المشروعة .
وفقا لتقرير FTC ، تمثل عمليات الاحتيال بإستخدام العملات الرقمية 25 % من إجمالي عمليات الإحتيال المبلغ عنها خلال سنة 2021 .
هذا ما جعل السلطات الامريكية توجه أنظارها لهذه العمليات التي أصبحت تتزايد يوما بعد يوم .
” اليوم ، أصبح مكتب المدعي العام يتعهد بالجرائم المالية في مجال الرقمي مثلها مثل جرائم المالية في سوق الأوراق المالية ”
Damian Williams محامي أمريكي
في الاشهر الأخيرة ، واجهت الحكومة الامريكية الجرائم في سوق العملات الرقمية بعصا من حديد و أظهرت جدية و حزم في التعامل مع هذا النوع من الجرائم .
تحمست السلطات الامريكية لمحاربة الجرائم الرقمية ، حيث قامت بااعديد من حملات التحري و البحث في الجرائم الرقمية و القبض على المتورطين فيها .
في شهر مايو الفارط ، نجحت السلطات الامريكية في القبض على مسؤول سابق في Opensea بتهمة الإحتيال .
بعد ذلك بشهر ، أعلنت السلطات الأمريكية عن قائمة تتكون من 6 أشخاص نجحوا في سرقة حوالي 130 مليون دولار .
هذا الأسبوع ، قامت السلطات الامريكية بالقبض على مدير السابق ل Coinbase بتهمة الإحتيال .
هذا يجعل من سوق العملات الرقمية أكثر أمنا ، فلا خوف من المحتالين مدام القانون بالمرصاد .
فعلى حد تعبير Ian McGinley المدعي العام الامريكي ” مجال Web 3.0 لم يعد منطقة ينعدم فيها القانون ” .
بذلت السلطات الامريكية جهودا كبيرة في سبيل القبض على مطلوبين في جرائم رقمية .
حتى أنها وضعت مكافاة مالية لأي معلومة يمكن أن تؤدي للقبض على أحد المطلوبين في جرائم الإحتيال الرقمي .
إلى جانب إتخاذها العديد من الإجراءات التي تمنع المتورطين الإفلات بجرمهم كتحجير السفر و غيرها من طرق القانونية الاخرى .
أبعد من هذا ، يمكن أن تصبح مطلوبا دوليا لإرتكابك جريمة رقمية .
ألا تصدق هذا ؟
إذن فلنتعرف على قصة Christophe Douglas Emmes .
Christophe Douglas Emmes ، خبير البلوكتشين البريطاني الذي تم إحتجازه في السعودية في فبراير الماضي .
من المعروف أن Christophe Emmes مقيم في الإمارات العربية المتحدة ، حيث كان يعمل هناك مع منصة BTCTN , إلى جانب هذا اشتهر بعلاقاته و خبرته في مجال الرقمي التي خولت له أن يسوي العديد من الإتفاقيات و الصفقات في أوروبا و في الشرق الأوسط .
في شهر فبراير ، تم دعوة Christophe Emmes للحضور في مؤتمر Great leaps في الرياض.
كانت رحلته إلى رياض ، نقطة تحول في حياة Christophe .
فعند وصوله إلى مطار الرياض ، فوجئ Christophe أنه مطلوب دوليا من قبل الأنتربول و FBI .
بدأت قصة Christophe Emmes في سنة 2019 و تحديداً في كوريا الشمالية .
وفقا لإعلان FBI ، في بداية عام 2019 قام Christophe Emmes بتخطيط و تنظيم مؤتمر Pyongyang Blockchain في كوريا الشمالية .
كما تزعم FBI أن Christophe قام بتجنيد خبير البلوكشين الأمريكي Virgil Griffith لتقديم خدمات لصالح كوريا الشمالية .
أوضح تحقيق FBI , أن Christophe و فريقه بما فيهم خبير بلوكشين Virgil Griffith قدموا إجابات عن التساؤلات عن البلوكشين ، كما أقترحوا إستخدام العقود الذكية لتفادي العقوبات التي وضعتها أمريكيا على كوريا الشمالية .
لذلك قامت FBI بوضع جميع الحضور على قائمة الأشخاص المطلوبين و قامت الانتربول بوضع اشعار احمر عنهم في جميع أنحاء العالم.
بالتالي ، إعتبرت السلطات الامريكية Christophe و رفاقه مطلوبين دوليا في جرائم إنتهاك قانون السلطات الإقتصادية .
تزعم FBI أن هذا المؤتمر كان بداية ظهور الجيش الرقمي لكوريا الشمالية.
حيث تعتقد السلطات الأمريكية و الأمم المتحدة أن كوريا الشمالية تقوم بتمويل برامج الصواريخ النووية الخاصة بها من خلال هجمات الفدية و عمليات التهكير لمشاريع العملات المشفرة والتي بلغت ثمارها أكثر من 1.3 مليار دولار .
و من بين أشهر هذه العمليات ، عملية إختراق Ronin Bridge التي تجاوزت خسارتها 600 مليون دولار .
إذن ، تمكنت السلطات الامريكية بفضل الأبحاث و التحريات التي قامت بها من كشف مخطط Christophe و فريقه و إلمام بجميع مجريات القضية .
في أبريل الماضي، قامت السلطات الأمريكية بالقبض على Virgil Griffith الذي سافر مع Christopher حكم عليه بعقوبة 5 سنوات سجن و غرامة 100 ألف دولار .
أما بالنسبة لـChristopher, فهو محتجز من قبل السلطات السعودية.
قضي Christopher ليله في سجون السعوديه، لكنه خرج بكفاله و هو الآن يتنقل بين الفنادق حتي يتم ترحيله إلى أمريكا ليواجه مصيره.
ينفي Christopher هذه الاتهامات و يطلب من السلطات السعودية إغلاق القضية و ترحيله لبريطانيا .