التطور التكنولوجي و إكتساح العمالت الرقمية للسوق االقتصاد العالمي و الدور الكبير الذي
أصبحت تحتل العمالت الرقمية في المبادالت و البورصة جعل من البنوك المركزية في
بعض دول العالم تفكر في إعتماد حلول جديدة لدعم النقود التقليدية حتى ال تفقد البنوك
المركزية دورها في صناعة النقود و التحكم في معامالت مالية ، و في هذا السياق أكدت
رئيسة البنك المركزي األوروبي كريستين الغارد على أن العمالت المشفرة ليست بعمالت
و هي مريبة في بعض األحيان و قد أضافت أن سياسة البنك المركزي الستعمال اليورو
الرقمي يعد وسيلة ناجعة و تتماشى مع متطلبات القرن الذي نعيش فيه و من جهة أخرى
تقول كريستين الغارد أن “اليورو الرقمي مكمال للنقد و ليس إلستبداله ” و ترى أنه من غير
الممكن في الوقت الحالي استبعاد النقود التقليدية فالخيار يجب أن يكون للعمالء فإن كانوا
يريدون اإلحتفاظ باألوراق النقدية أو إستعمال اليورو الرقمي بإعتبار أن سياسة البنك
المركزي األوروبي ال تتجه أساسا إلى إستبدال األوراق النقدية بالعمالت الرقمية بل أن
إعتماد على اليورو الرقمي كوسيلة ثانية للعمليات المالية جنبا إلى جنب مع االوراق النقدية ،
و يعتبر إعتماد البنك المركزي األوروبي لليورو الرقمي ثورة رقمية تهدف إلى تقديم للعمال
ء وسيلة دفع سريعة و رخيصة داخل االتحاد األوروبي ، وقد أنشأ البنك المركزي األوروبي
مجلسا إستشاريا يتكون من 30 عضوا لتحضير لهذه الثورة الرقمية و إتجهت هذه
المشاورات الى وضع خطط و قوانين لخلق إطار قانوني الستعمال و إستغالل اليورو
الرقمي داخل اإلتحاد األوروبي و تجنبا لسلبيات و التي تخشاها البنوك والمؤسسات
المصرفية في أوروبا كان تتالشى ودائع عمالئها لفائدة المحافظ اإلفتراضية ،هذا و قد أشار
البنك المركزي األوروبي أنه سيتم طرح مشروع قانون لتحديد االساس القانوني لليورو
الرقمي في أوائل 2023 .